💌 "رسالة من الماضي" 💌
---
في إحدى المدن الساحلية الهادئة، عاشت نور، فتاة تحب قراءة الكتب القديمة وتعمل في مكتبة تراثية. كانت تحب العزلة، وقلّما تسمح لأحد بالاقتراب من عالمها الهادئ. كانت دائمًا تقول:
> "الرومانسية انتهت مع الزمن الجميل… الآن لا أحد يحب بصدق."
ذات مساء، بينما كانت تنظف قبو المكتبة، وجدت صندوقًا خشبيًا صغيرًا عليه غبار السنين. فتحته بفضول، فوجدت مجموعة من الرسائل القديمة، مكتوبة بخط يد أنيق وموجهة إلى فتاة تُدعى "ليلى".
أخذت تقرأ أول رسالة، فشعرت وكأنها تعيش داخل قصة حب حقيقية. الكلمات كانت صادقة، دافئة، مملوءة بالشوق. ووقّعها شخص اسمه آدم.
في كل ليلة كانت تقرأ رسالة جديدة، وتتعلق أكثر فأكثر بـ"آدم"، وكأنها تعرفه. بدأت تشعر أن هذا الرجل، رغم أنه من الماضي، يفهمها كما لم يفعل أحد.
وذات مرة، وجدت في آخر رسالة سطرًا مختلفًا:
> "سأكون على الرصيف المقابل للمكتبة يوم 1 سبتمبر، تمامًا في الخامسة مساءً… وإن لم تأتي، سأفهم أنك اخترت النسيان."
تجمدت نور. كان التاريخ المكتوب هو 1 سبتمبر 1975.
ضحكت في البداية. لكن الفضول تغلب عليها، وقالت لنفسها:
"سأذهب إلى الرصيف في نفس اليوم… في نفس الساعة، من باب الدعابة فقط."
وفي تمام الخامسة، كانت واقفة هناك. والناس يمرّون من حولها، لكن لم يحدث شيء… حتى رأت رجلاً مسنًّا، أنيقًا، يحمل وردة جافة في يده، يقف على بعد أمتار منها، يحدّق في المكتبة.
نظرت إليه… وفجأة التقت عيناهما.
ابتسم لها وقال:
> "ليلى؟"
ارتبكت نور، ثم أجابت بتردد:
> "لا… اسمي نور."
ابتسم بحزن، ثم قال:
> "عيناكِ تشبهان عينيها… كنت أنتظرها منذ خمسين سنة… لكنها لم تأتِ."
اقتربت نور منه، ومدّت يدها وقالت:
> "ربما كنت تنتظرني أنا…"
ومنذ ذلك اليوم، أصبحا لا يفترقان. هو، وجد من يذكره أن الحب لا يموت. وهي، وجدت ما كانت تبحث عنه طوال عمرها:
حب حقيقي… حتى وإن بدأ برسالة من الماضي.
تعليقات
إرسال تعليق