التخطي إلى المحتوى الرئيسي

قصة الباب السابع

 مثل السمكات الثلاث

قال دمنة: زعموا أن غديراً كان فيه ثلاث سمكات عظام، وكان ذلك الغدير بفجوة من الأرض لا يقربها أحد. فلما كان ذات يوم اجتاز من هناك صيادان فأبصرا الغدير فتواعدا أن يرجعا بشبكتهما فيصيدا تلك السمكات الثلاث التي فيه. فسمعت السمكات قولهما. وإن سمكة منهن كانت أعقلهن ارتابت وتخوّفت وحاولت الأخذ بالحزم فخرجت من مدخل الماء الذي كان يخرج من الغدير إلى النهر فتحوّلت إلى مكان غيره. وأما الثانية التي كانت دونها في العقل فإنها تأخرت في معالجة الحزم حتى جاء الصيادان فقالت: قد فرّطت وهذه عاقبة التفريط. فرأتهما وعرفت ما يريدان فوجدتهما قد سدّا ذلك المخرج فقالت: قد فرّطت فكيف الحيلة على هذا الحال للخلاص، وقلما تنجح حيلة العجلة والإرهاق. ولكن لا نقنط على حال ولا ندع ألوان الطلب. ثم إنها، للحيلة، تماوتت فطفت على الماء منقلبة على ظهرها فأخذها الصيادان يحسبان أنها ميتة فوضعاها على شفير النهر الذي يصب في الغدير فوثبت في النهر فنجت من الصيادين. وأما العاجزة فلم تزل في إقبال وإدبار حتى صيدت.


وأنا أرى أيها الملك معالجة الحزم في الحيلة كأنك تراه رأي العين فتحسم الداء قبل أن تُبتلى به وتدفع الأمر قبل نزوله.


قال الأسد: قد فهمت مثلك ولكني لا أظن الثور يغشّني ولا يبتغي لي الغوائل بعد حسن بلائي عنده وصنيعي إليه، وإنه لا يستطيع أن يتذكر مني سيئة أتيتها إليه ولا حسنة رددتها عنه.


قال دمنة: إنه لم يفسد عقله عليك إلا فضل إكرامك إياه حتى بلغ في نفسه ما طمع في مرتبتك. فإن اللئيم العاجز لا يزال مناصحاً نافعاً حتى يُرفع إلى المنزلة التي ليس هو لها بأهل، فإذا بلغها رغب عنها ومنته نفسه وما فوقها بالغش والخيانة. وإن اللئيم الكفور لا يخدم السلطان ولا ينصح له إلا عن فرق أو حاجة. فإذ استغنى وأمن وعاد إلى جوهره وأصله كذنب الكلب الأعقف الذي يُربط ليقوّم لا يزال مستقيماً ما دام مربوطاً. فإذا أطلق عاد لانحنائه وعوجه.


واعلم أيها الملك أن من لم يقبل من نصحائه ما يثقل عليه في ما ينصحون له فيه لم يحمد غبّ رأيه، وكان كالمريض الذي يدع ما تنعت له الأطباء ويعمد لشهوة نفسه. وإن من الحق على وزير السلطان الإبلاغ في التحضيض له على ما يشتهيه ويريده والكف عما يضره ويشينه. وخير الإخوان والأعوان أقلهم مصانعة في النصيحة. وخير الأعمال أجملها عاقبة. وخير النساء الموافقة لبعلها. وخير الثناء ما كان على أفواه الأخيار. وخير الأصدقاء من لا يخاصم. وخير الأغنياء من لا يكون للحرص أسيرا. ثم قال: لو أن امرأً توسد الحيات وافترش النار كان أخلق لأن يهنئه النوم منه إذا أحس من صاحبه عداوة يريد بها نفسه يغدو بها عليه ويروح. وأعجز الملوك آخذهم بالهويناء. وأقلهم نظراً في الأمور أشبههم بالفيل الهائج الذي لا يلتفت إلى شيء، فإن حدث به أمر تهاون به.


قال الأسد: لقد أغلظت في القول، وقول الناصح مقبول وإن غلظ. ولكن شتربة وإن كان عدوا كما تقول فليس يستطيع لي ضراً. وكيف يستطيع ذلك وهو آكل عشب وأنا آكل لحم؟ وإنما هو لي طعام ولست أرى علي منه خوفاً ولا أجد إلى الغدر به سبيلا بعد الأمان الذي جعلت له، وبعد حرمة النصيحة وما كان من إكرامي إياه وحسن ثنائي عليه عند جميع جندي. فإني إذا فعلت ذلك جهّلت نفسي وغدرت بذمتي.


قال دمنة: لا تغترنّ بقولك “هو لي طعام”. فإن النور إن لم يستطعك بنفسه احتال لك بغيره. وقد كان يقال: إن أضافك ضيف ساعة وأنت لا تعرف أخلاقه فلا تأمنه على نفسك أن يصل إليك منه أو في سببه شرّ كما أصاب القملة في ضيافة البرغوت.


قال الأسد: وما أصاب القملة؟


مثل القملة والبرغوت


قال دمنة: زعموا أن قملة لزمت فراش رجل من الأشراف زماناً وكانت تصيب من دمه وهو نائم وتدب عليه دبيباً رفيقاً، وإن برغوتاً ضافها ذات ليلة في فراش ذلك الشريف فلذعه لذعة أيقظته. فأمر الرجل بفراشه فنُظر فيه فطفر البرغوت فذهب وأخذت القملة ففصعت.


وإنما ضربت لك هذا المثل لتعلم أن صاحب السوءات لا يسلم من شره. وإن ضعف عن ذلك بنفسه جاءت المعاريض بسببه. فإن كنت لا تخاف الثور خفت عليك مع أني قد أعرف أن لا بدّ له من مناظرتك، وأنه لا يكل أمره إلى غير نفسه.


فوقع في نفس الأسد قول دمنة وقال له: ماذا تأمرني به؟

قال دمنة: إن الضرس المكسور المأكول لا يزال صاحبه منه في أذىً وألم حتى يفارقه، والطعام الذي غثت النفس عنه وقلقت منه فالراحة في قذفه، والعدو المخوف داؤه فقده.


قال الأسد: قد تركتني وأنا أكره مجاورة شتربة إياي. وإني مرسل إليه فذاكرٌ له ما وقع في نفسي من أمره ثم آمره بالانصراف حيث أحب.


فكره دمنة ذلك وعرف أنه إن كلم الأسد والثور وسمع منه جوابه وعذره عرف كذبه ولم يخف عليه أمره.


فقال دمنة للأسد: أما إرسالك إلى الثور ومذاكرتك إياه ما كان من ذنبه فلا أراه حزما. فانظر أيها الملك في ذلك. فإنه لا يزال لك من أمرك الخيار ما لم تكشف ما وقع في نفسك منه، لأني أخاف إن كشفت له ذلك أن يعالجك بالمكابرة. فإن قاتلك قاتلك مستعداً، وإن فارقك له عليك فصل في الغدر، مع أن أهل الحزم من الملوك لا يعلنون عقوبة من لم يعلن ذنبه ولكن لكل ذنب عقوبة. فلذنب السر عقوبة السر ولذنب العلانية عقوبة العلانية.


قال الأسد: إن الملك إذا عاقب أحداً أو أهانه على ظنة يظنها وعلى غير استيقان بجرمه فنفسه عاقب وإياها أهان.


قال دمنة: أما إذا كان هذا فلا يدخلن عليك إلا وأنت مستعد، ولا يصبن منك غرة فإني لا أحسبك لو نظرت إليه حين يدخل عليك إلا ستعرف أنه قد هم بعظيمة. ومن علامة ذلك أنك ترى لونه متغيراً وترى أوصاله ترعد وتراه يلتفت يميناً وشمالاً وترى قرنيه قد هيّأهما، فعل الذي يهم بالنطح.


قال الأسد: سأكون منه على حذر. وإن أنا رأيت منه هذه العلامات التي ذكرت وعلمت أن ليس في امره شك.


فلما فرغ دمنة من الأسد وعرف أنه قد أوقع في نفسه ما طلب، وأن الأسد سيحذر الثور ويتهيّأ له، أراد أن يأتي الثور فيعرفه بالأسد. ثم أحب أن يكون انطلاقه بأمر الأسد لئلا يبلغه من غيره فيتهمه. فقال للأسد: هل آتي الثور فأطلع عليه وأنظر ما حاله وأسمع من كلامه، ولعلي أتسقّط منه شيئاً أعلمك به. فإذن له الأسد في ذلك.


فانطلق دمنة حتى دخل على الثور شبيهاً بالمكتئب. فلما رآه الثور رحّب به وقال له: لم أرك منذ أيام فما حبسك؟ أسلام؟


قال دمنة: ومتى كمان من أهل السلام من لا يملك نفسه ومن كان أمره بيد غيره ممن لا يوثق به ولا ينفك على خوف وخطر فلا يأتي عليه ساعة إلا وهو خائف على نفسه ودمه.


قال الثور: وما الذي حدث؟


قال دمنة: حدث الذي قدّر. فمن ذا يغالب القدر؟


ومن ذا بلغ جسيماً فلم يبصر؟ ومن ذا اتبع الهوى فلم يعطب؟ ومن ذا جاور النساء فلم يفتن؟ ومن ذا طلب إلى الناس فلم يهن؟ ومن ذا واصل الأشرار فسلم؟ ومن ذا صحب السلطان فلم يغتب؟ ولقد أصاب القائل الذي قال: إنما مثل السلطان في قلة وفائه لمن صحبه وسخاء نفسه عن من فقد منهم كمثل صاحب فندق كلما ذهب واحد جاء آخر.


قال شتربة: أسمع كلاماً وأخاف أن يكون قد أرابك من الأسد ريب.


قال دمنة: لقد رابني منه ريب وليس ذلك لنفسي. قد علمت حقك علي وود ما بيني وبينك وما كنت جعلت لك من نفسي وذمتي أيام أرسلني إليك الأسد. ولا أجد بداً من حقك وإطلاعك على ما اطلعت عليه مما أخاف عليك.


قال شتربة: وما ذلك.


قال دمنة: أخبرني الصادق المؤتمن أن الأسد قال لبعض أصدقائه وأصحابه: لقد أعجبني سمن الثور وليس بي إليه حاجة ولا أراني إلا أن آكله وأطعم من لحمه. فلما بلغتني مقالته هذه عرفت كفره وسوء عهده وأقبلت إليك لأعلمك بذلك فأقضي الذي يجب لك عليّ، فتحتال رفقاً لأمرك.


فلما سمع شتربة كلام دمنة وتذكّر ما كان من دمنة لما جعل له من العهد والمثاق وفكّر في أمر الأسد ظن أن دمنة قد صدقه ونصح له.


فقال شتربة لدمنة: ما كان ينبغي للأسد أن يغدر بي وما أذنبت إليه ذنباً ولا إلى أحد من جنده ولكنه حمل عليّ بالكذب وشبّه عليه. فإن الأسد قد صحبه قوم سوء وجرت منهم أمور تصدّق عنده ما بلغه من غيرهم. وكذلك صحبة الأشرار ربما أورثت حزناّ كثيراً طويلاً وسوء ظنٍّ بالأخيار حتى تدعوه التجربة في ذلك إلى الخطإ كخطإ البطة التي رأت في الماء ضوء الكوكب فظنته سمكة فحاولت أن تصيدها. فلما حرمت ذلك مراراً عرفت أنه ليس بشيء. ثم جازت مسال الغدير في تلك الليلة فرأت في ذلك المكان سمكة فظنت أنها مثل التي قبلها فلم تصدها ولم تطلبها.


فإن كان الأسد بلغه عني شيء فصدق به فهلاّ جرّب واختبر فيجري عليّ ما اختبر من غيري. وإن كان لم يبلغه عني شيء فأراد بي سوءاً من غير علية فذلك العجب. وقد كان يقال إن من العجب أن تطلب رضا صاحبك وتشتهي رضاه فلا يرضى. وأعجب من ذلك أن تستتمّ رضاه ثم يسخط. وإذا كان السخط من غير علة انقطع الرجاء لأن العلة إذا كانت موجودة في ورودها كان الرضا مأمولاً في صدورها. وقد تذكرت فلا أعلم مما بيني وبين الأسد جرماً إن كان إلا صغيراً. فلعمري ما يستطيع أحد أطال صحبة صاحب أن يتحفظ في كل شيء ويحترس حتى لا تكون منه فارطة صغيرة ولا كبيرة يكرهها صاحبه. ولكن ذا العقل وذا الوفاء إذا سقط صاحبه وأذنب نظر في سقطته وذنبه بقدر مبلغ ما كان منه وخطره، أعمداً كان ذلك أم خطأ. وهل في الصفح عنه أمر يخاف ضرره وشينه أم لا. ثم لا يؤاخذ صاحبه بشيء يجد إلى الصفح عنه سبيلاً. فإن كان الأسد تعنت عليّ ذنباً فإني لا أعلمه. إلا أني ربما خالفت عليه في بعض رأيه نظراً مني ونصيحة، فعسى أن يكون أنزل ذلك مني على الجرأة عليه وعلى مخالفته إذ يقول “لا” فأقول “نعم” أو أن يقول “نعم” فأقول “لا”. ولست أجدني مخصوصاً في هذه المقالة لأني لم أخالفه في شيء من ذلك قط على رؤوس جنده ولا عند خاصته، ولكن كنت أخلو به فألتمس ما أكلمه من ذلك كلام القانت لربه الموقن له. وعرفت أنه من طلب الرخص من النصحاء عند المشاورة، ومن الأطباء عند المرض، ومن الفقهاء في الشبهة أخط منافع الرأي وازداد في الرأي المريض وجعل الوزر في الدين.


فإن لم يكن هذا فعسى ذلك أن يكون من بعض سكرات السلطان. فإن من سكراته أن يرضى عن من استوجب السخط، ويسخط على من استوجب الرضا من غير سبب معلوم. وكذلك قالت العلماء: خاطر من لجج وأشد منه مخاطرة صاحب السلطان، فإن هو صحبه بالوفاء والاستقامة والمودّة والنصيحة فهو خليق لأن يعثر فلا ينتعش أو يعود وقد أشفى على الهلة إن انتعش.


وإن لم يكن هذا فلعل بعض ما أعطيته من الفضل جعل فيه هلاكي. وبعض المحاسن آفة لصاحبها. فإن الشجرة الحسنة ربما كان فسادها في طيب ثمرتها إذا تدلت أغصانها فتجذب حتى تكسر وتفسد، وإن الطاووس ربما صار ذنبه الذي هو حسنه وجماله وبالاً عليه. فإذا احتال إلى الخفة والنجاة ممن يطلبه شغله عن ذلك ذنبه، والفرس الجواد القوي ربما أهلكه ذلك فجُهد وأتعب واستعمل لما عنده من الفضل حتى يهلك. وكذا الرجل ذول الفضل، ربما كان فضله سبب هلاكه لكثرة من يحسده ويبغي عليه من أهل الشر. وأهل الشر أكثر من أهل الخير بكل مكان. فإذا عادوه وكثروا عليه أوشكوا أن يهلكوه.


فإن لم يكن هذا، فهو إذا القدر الذي يسلب الأسد شدته وقوته حتى يدخلوه القبر. وهو الذي يحمل الضعيف على ظهر الفيل. وهو الذي يسلط الحوّاء على الحية فينزع حمتها فيلعب بها كيف شاء. وهو الذي يعجز الأريب ويحزّم العاجز ويثبّط الشهم ويشهّم الثبط ويوسع على المقتر ويقتر على الموسر ويشجع الجبان ويجبن الشجاع عندما تعتريه المقادير من معاريض العلل.


قال دمنة: إن إرادة الأسد لما يريد بك ليست بشيء مما ذكرت من إغراء الأشرار ولا غير ذلك، ولكنه للغدر والفجور. فإنه جبار غدار أول طعامه حلاوة وآخره مرارة، بل أكثره سم مميت قاتل.


قال شتربة: صدقت، لعمري لقد طعمت طعاماً فاستلذذته فأراني قد انتهيت إلى الذي فيه الموت. وما كان لولا الجبر مقامي مع الأسد فهو آكل لحم وأنا آكل عشب. فقبحاً للحرص وقبحاً للأمل، فهما قذفاني في هذه الورطة واحتبساني عن مذهبي كاحتباس النحل فوق النيلوفر إذا وجدت ريحه واستلذت به وأغفلت منهاجها الذي ينبغي لها أن تطير فيه قبل انضمام النيلوفر فتلج فيه فتموت. ومن لم يرض بالكفاف من الدنيا وطمحت نفسه إلى الفضول والاستكثار، ولم ينظر في ما يتخوّف أمام كان كالذباب الذي ليس يرضى بالشجر والرياحين حتى يطلب المال الذي يسيل من أذن الفيل الهائج فيضربه الفيل بأذنيه فيقتله. ومن بذل نصيحته واجتهاده لمن لا يشكر له هو كمن بذر بذره في السباخ أو أشار على الميت أو سارّ الأصم.


قال دمنة: بأي شيء أحتال لنفسي إن أراد الأسد قتلي. فما أعرفني بأخلاق الأسد ورأيه فأعرفني بأنه لو لم يرد إلا الخير ثم أراد أصحابه بمكرهم وفجورهم هلاكي عنده لقدروا على ذلك. فإنه لو اجتمع المكرة الظلمة على البريء الصحيح كانوا خلقاء أن يهلكوه، وإن كانوا ضعفاء وكان قوياً، كما أهلك الذئب الغراب وابن آوى والجمل حين اجتمعوا عليه بالمكر والخِلابة.


قال دمنة: وكيف كان ذلك؟


مثل الموكّل بالبحر مع الطيطوى


قال دمنة: زعموا أن طائراً من طيور البحر يدعى الطيطوى كان وطنه على بعض سواحل البحر مع زوجته. فلما كان أوان إفراخهما قالت الأنثى للذكر: إنه قد آن لي أن أبيض، فالتمس لي مكاناً حصيناً أبيض فيه. قال الذكر: ليكن ذلك في مكاننا هذا فإن الماء والعشب منا قريب، ومكاننا هذا جامع لكل ما نحب، وهو أرفق بنا. قالت الأنثى: ليحسن نظرك فيما تقول، فإنا على غرر في مكاننا هذا. فإن البحر لو قدم لذهب بفراخنا. قال الذكر لا أظن أن البحر يحمل علينا لما يخاف من الموكّل بالبحر ووكيل البحر لا يجترئ علي.


قالت الأنثى: ما أشد بغيك في هذه المقالة! أما تستحي نفسك من تهددك للموكل بالبحر وعنادك إياي وأنت تعرف نفسك. وحق ما يقال إنه ليس شيء أقل معرفة لنفسه من الإنسان. فاسمع كلامي وانتقل بنا من هذا المكان قبل وقوع ما لا نحب وقوعه بنا. فأبى الذكر أن يطاوعها. فلما كثرت عليه ولم يسمع منها قالت: إن من لا يسمع من أصحابه وأصدقائه يصيبه ما أصاب السلحفاة التي لم تقبل قول أصحابها. قال الذكر: وكيف كان ذلك؟


مثل الذئب والغراب وابن آوى والجمل


قال الثور: زعموا أن أسداً كان في أجمة مجاورة طريقاً من طرق الناس له أصحاب ثلاثة: ذئب وابن آوى وغراب. وأن أناساً من التجار مروا في ذلك الطريق فتخلف عنهم جمل لهم فدخل الأجمة حتى انتهى إلى الأسد فقال له الأسد: من أين أقبلت؟ فأخبره بشأنه. فقال له: ما تريد؟ قال: أريد صحبة الملك. قال: فإن أردت صحبتي فاصحبني في الأمن والخصب والسعة.


فأقام الجمل مع الأسد حتى إذا كان يوم توجّه الأسد في طلب الصيد فلقي فيلاً فقاتله قتالاً شديدا. ثم أقبل الأسد تسيل دماؤه مما جرحه الفيل بنابه فوقع مثخناً لا يستطيع صيداً. فلبث الذئب وابن آوى والغراب أياماً لا يصيبون شيئاً مما كانوا يعيشون به من فضول الأسد، وأصابهم جوع وهزال شديد فعرف الأسد ذلك منهم، فقال: جهدتم واحتجتم إلى ما تأكلون. فقالوا: ليس همّنا أنفسنا ونحن نرى بالملك ما نرى ولسنا نجد للملك بعض ما يصلحه.


قال الأسد: ما اشك في مودتكم وصحبتكم ولكن إن استطعتم فانتشروا فعسى أن تصيبوا صيداً فتأتوني به. ولعلي أكسبكم ونفسي خيراً. فخرج الذئب والغراب وابن آوى من عند الأسد، فتنحوا ناحية وائتمروا بينهم وقالوا: ما لنا ولهذا الجمل الآكل العشب الذي ليس شأنه شأننا ولا رأيه رأينا؟ ألا نزيّننّ للأسد أن يأكله ويعطعمنا من لحمه؟ قال ابن آوى: هذا ما لا تستطيعان ذكره للأسد، فإنه قد أمّن الجمل وجعل له ذمة. قال الغراب: اقيما مكانكما ودعاني والأسد.


فانطلق الغراب إلى الأسد. فلما رآه قال له الأسد: هل حصّلتم شيئاً. قال له الغراب: إنما يجد من به ابتغاء ويبصر من به نظر. أما نحن فقد ذهب منا البصر والنظر لما أصابنا من الجوع. ولكن قد نظرنا إلى أمر واتفق عليه رأينا، فإن وافقتنا عليه فنحن مخصبون.


قال الأسد: ما ذلك الأمر؟ قال الغراب. هذا الجمل الآكل العشب المتمرغ بيننا في غير صنعة..


فغضب الأسد وقال: ويلك ما أخطأ مقالتك وأعجز رأيك وأبعدك من الوفاء والرحمة. وما كنت حقيقاّ أن تستقبلني بهذه المقالة. ألم تعلم أني أمّنت الجمل وجعلت له ذمة؟ ألم يبلغتك أنه لم يتصدق المتصدق بصدقة أعظم من أن يجير نفساً خائفة وأن يحقن دما؟ وقد أجَرْت الجمل ولست غادراً به. قال الغراب: إني لأعرف ما قال الملك. ولكن النفس الواحدة يُفتدى بها أهل البيت، وأهل البيت يفتدى بهم القبيلة، والقبيلة يفتدى بها المصر، والمصر فدى الملك إذا نزلت به الحاجة. وإني جاعل للملك من ذمته مخرجاً فلا يتكلف الأسد أن يتولى غدراً ولا يأمر به، ولكنا محتالون حيلة فيها وفاء للملك بذمته وظفر لنا بحاجتنا. فسكت الأسد. فأتى الغراب أصحابه فقال: إني قد كلّمت الأسد حتى أقرّ بكذا وكذا، فكيف الحيلة للجمل إذا أبى الأسد أني يليَ قتله بنفسه أو أن يأمر به؟ قال صاحباه: برفقك ورأيك نرجو ذلك.

قال الغراب: الرأي أن نجتمع والأسد والجمل ونذكر حال الأسد وما أصابه من الجوع والجهد، ونقول: لقد كان إلينا محسنا ولنا مكرما فإن لم ير منا اليوم خيراً وقد نزل به ما نزل اهتماماً بأمره وحرصاً على صلاحه أنزل ذلك منا على لؤم الأخلاق وكفر الإحسان. ولكن هلموا فتقدموا إلى الأسد فنذكر له حسن بلائه عندنا وما كنا نعيش به في جاهه، وأنه قد احتاج إلى شكرنا ووفائنا. وأنا لو كنا نقدر له على فائدة نأتيه بها لم ندّخر ذلك عنه. فإن لم نقدر على ذلك بأنفسنا له مبذولة. ثم ليعرض عليه كل واحد منا نفسه وليقل: كلني أيها الملك ولا تمت جوعا. فإذا قال ذلك قائل أجابه الآخرون وردّوا عليه مقالته بشيء يكون له فيه عذر فيسلم وتسلمون إلا الجمل، ونكون قد قضينا ذمام الأسد.


ففعلوا ذلك ودعوا الجمل إلى نادي الأسد، ثم تقدموا إليه فبدأ الغراب وقال: أحق أن تطيب أنفسنا لك، فإنا بك كنا نعيش وبك نرجو عيش من بعدنا من أعقابنا. وإن أنت هلكت ليس لأحد منا بعدك بقاء ولا لنا في الحياة خير. فأنا أحب أن تأكلني، فما أطيب نفسي لك بذلك. فأجابه الذئب والجمل وابن آوى أن اسكت فما أنت وما في أكلك شبع للملك. قال ابن آوى: أنا مشبع الملك. قال الذئب والجمل والغراب: أنت منتن البطن خبيث اللحم فنخاف إن أكلك الملك أن يقتله خبث لحمك. قال الذئب: لكني لست كذلك فليأكلني الملك. قال الغراب وابن آوى والجمل: قد قالت الأطباء: من أراد قتل نفسه فليأكل لحم الذئب فإنه يأخذه منه الخناق. وظن الجمل أنه إذا قال مثل ذلك يلتمسون له مخرجاً كما صنعوا بأنفسهم ويسلم ويرضى الأسد. قال الجمل: لكن أيها الملك لحمي طيب ومريء وفيه شبع للملك. فقال الذئب وابن آوى: صدقت وتكرمت وقلت ما نعرف. فوثبوا عليه فمزقوه.


وإنما ضربت لك هذا المثل عن الأسد وأصحابه لعلمي بأنهم إن اجتمعوا على هلاكي لم أمتنع منهم. ولو كان رأي الأسد فيّ غير ما هو عليه لم يكن في نفسه إلا الخير. فإنه قد قيل: إن خير السلطان من أشبه النسر حوله الجيف لا من أشبه الجيف حولها النسور. ولو أن الأسد لم يكن في نفسه إلا الرحمة والحب لم تلبس عليه الأقاويل إذا إذا كثرت فتذهب برقته ورحمته حتى يستبدلهما بالشرارة والغلظة. ألا ترى أن الماء ألين من القول وأن الحجر أشد من القلب، وليس يلبث الماء إذا طال تحدره على الحجر الصلد أن يؤثر فيه.


قال دمنة: فماذا تريد أن تصنع؟


قال شتربة: ما إن أرى إلا أن أجاهده. فإنه ليس للمصلي في صلاته الدهر ولا أرى للمتصدق في صدقته ولا للورع في ورعه مثل الجهاد إذا جاهدوا على الحق. فإنه من جاهد عن نفسه ودافع عنها كان أجره في ذلك عظيماً وذكره رفيعاً إن ظفر أو ظُفر به.


قال دمنة: لا أرى ذلك، فإنه لت ينبغي القتال مع الأعداء إلا بعد ذهاب الحيل وانقطاعها. فإن معالجة القتال قبل الاستعداد بغيٌ وخفة. وقد قيل: لا تحقرنّ عدواً وإن كان حقيراً ضعيفاً مهيناً، ولا سيما إذا كان ذا حيلة يقدر على أعوان، فكيف بالأسد مع جرأته وشدته، فإنه من احتقر ضعيفاً لضعفه أصابه ما أصاب المتوكل بالبحر مع الطيطوى.


قال شتربة: وكيف كان ذلك؟


مثل البطتين والسلحفاة


قالت الأنثى: زعموا أن عيناً كان فيها بطتان وسلحفاة وكان بينهم للجوار ألفة، فنقص في بعض الأزمنة ماء تلك العين نقصاناً فاحشاً. فلما رأت البطتان نقصان الماء قالتا: ينبغي لنا ترك هذه العين والتحول منها فودّعتا السلحفاة وقالتا: السلام عليك فإنا ذاهبتان. قالت السلحفاة: إنما اشتد نقصان هذا الماء على مثل هذه الشقية التي لا تقدر أن تعيش إلا بالماء. فأما أنتما فإنكما تعيشان حيث توجهتما فاحتالا لي واذهبا بي معكما. قالتا: إنا لن نقدر على أن نذهب بك معنا إلا أن تشترطي لنا إذا جعلناك في الهواء ورآك الناس فذكروك ألا تيجبيهم. ففعلت ذلك واشترطت ألا تجيب أحداً. ثم قالت: وكيف السبيل لكما إلى حملي. قالتا: تعضين في وسط عود ونأخذ بطرفيه ونعلو بك في الهواء. فرضيت بذلك وحملتاها واستعلتا بها. فلما رآها الناس تنادوا وقالوا: انظروا إلى العجب، سلحفاة بين بطتين في الهواء. فلما سمعت السلحفاة مقالتهم وتعجّبهم منها قالت: فقأ الله أعينكم، فلما فتحت فاها بالنطق وقعت إلى الأرض فماتت.


قال الطيطوى: قد سمعت مقالتك فلا تخافي البحر. فأفرخت الأنثى مكانها. فلما سمع الموكّل بالبحر قوول الطيطوى ذكر مدّ البحر فذهب بفراخه مع عشه فغيّبهم. فقالت الأنثى لما فقدت فراخها للذكر: إنني قد كنت أعرف في بدء أمرنا أن هذا كائن وأنه سيرجع علينا قلة عرفانك لنفسك، فانظر إلى ما أصابنا من الضرر.


قال الطيطوى الذكر: أوما قد قلت في أول أمري وأنا أقول في آخره: إن جعل علينا البحر فسيرى صنيعي في ذلك. واجترأ فذهب إلى أصحابه فشكى إليهم ما لقي من الموكل بالبحر وما أصابه، وقال: إنكم إخواني وأهلي وثقتي في طلب ظلامتي فأعينوني واحتالوا لي، فإنه عسى أن ينزل بكم غداً ما نزل بي اليوم، فقالوا له: إنا أعوانك على ذلك ما استعنتنا، ولكن ما عسى أن نقدر عليه من الموكل بالبحر.


قال الطيطوى: يا معشر الطيور سيدتنا العقاب العنقاء فلا نزال نتضرع ونناديها بأعلى أصواتنا حتى ترانا فتنتقم لنا من الموكّل بالبحر. فأجابوا إلى قول الطيطوى وصرخوا إلى العنقاء فظهرت لهم وقالت: ما جمعكم ولم دعوتنّني. فشكوا إليهما ما لقوا من الموكل بالبحر وقالوا: إنك سيدتنا والملك الذي يقتعدك أقوى من الموكل بالبحر ليقاتله. فلما عرف الموكل بالبحر ضعفه عند قوة ذلك الملك الذي يقتعد العنقاء عجّل فردّ الفراخ.


وإنما حدثتك بهذه الأحدوثة لتعلم أنه لا ينبغي لأحد أن يخاطر بنفسه وهو لا يستطيع، فإن قتل قيل: قد أضاع نفسه، وإن ظفر قيل: القضاء. ولكن العاقل يعاجل الحيل ويؤخر القتال ويتقدم قبل ذلك بما استطاع من رفق وتمحّل.


قال الثور: فما أنا بمقاتل الأسد، ولا نصب له العداوة سرا ولا علانية، ولا أتغير عن أحسن ما كنت عليه حتى يبدو لي منه ما أخاف به على نفسي.


قال دمنة وقد كريه قوله: لا أتغير للأسد عن أحسن ما كنت عليه. وظن أن الأسد إن لم يرَ من الثور العلامات التي ذكرها له فإنه متهمه، فقال للثور: إنك لو قد نظرت إلى الأسد استبان لك منه ما يريد.


قال الثور: وكيف أعرف ذلك؟


قال دمنة: إن رأيت الأسد حين ينظر إليك منتصباً مقعياً رافعاً صدره مشدّداً نحوك نظره صاراً أذنيه فاغراً فاه يضرب بذنبه الأرض فاعلم أنه يريد قتلك.


قال الثور: إن رأيت منه هذه العلامات فما هي في أمره من شك.


ثم إن دمنة لما فرغ من تحميل الأسد على شتربة ومن تحميل شتربة على الأسد توجه نحو كليلة. فلما انتهى إليه قال له كليلة: إلى أين انتهى عملك؟


قال دمنة: قد قارب الفراغ على الذي أحب وتحب فلا تشكّنّ في ذلك ولا تظنن أن المودة بين الأخوين تثبت إذا احتال لقطع ما بينهما ذو الحيلة الرفيق.


ثم إن كليلة ودمنة انطلقا ليحضروا قتال الأسد فوافقا شتربة داخلاً عليه. فلما رآه الأسد انتصب مقعياً وصرّ أذنيه وفغر فاه وضرب الأرض بذنبه. فلم يشكّ الثور أنه واثب عليه فقال في نفسه: ما صاحب السلطان في قلة ثقته به وما يتخوف من بوادره وتغير ما في نفسه له عندما يؤتى إليه من البغي والطعن والكذب إلا كصاحب الحية إذا جاورها في مبيته ومقيله فلا يدري ما يهيج منها، أو كمجاورة الأسد في عرينه، أو كالسابح في الماء الذي فيه التمساح فلا يدري متى هو مساوره. ففكر الثور في هذا وهو يتأهب لقتال الأسد إن هو أراده.


فلما نظر الأسد عند دغره منه وما داخله من سوء الظن رأى فيه بعض العلامات التي ذكرها له دمنة فلم يشك إلا أنه إنما جاءت لقتاله، فواثبه الأسد ونشب بينهما القتال. واشتد قتال الثور حتى طال وسالت الدماء منهما جميعا حتى هلك الثور.


فلما رأى كليلة الأسد قد بلغ منه ما بلغ وسالت الدماء قال لدمنة: انظر إلى حيلتك ما أنكرها وأسوأ عاقبتها. قد هلك الثور وتفرّقت ك

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قصة يوسف عليه السلام

  يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إسْحاقَ     هو أحد الأنبياء الذين ورد ذكرهم في   القرآن ، وهو الابن الحادي عشر للنبي   يعقوب . صدِّيقٌ نبيٌّ من أنبياء   بني إسرائيل   وشخصية دينية مقدسة في   اليهودية   والمسيحية   والإسلام . وسميت السورة الثانية عشر في القرآن باسمه ( سورة يوسف ). يوسف تخطيط لاسم  يُوسف  مسبوق  بالسَّلامِ عليه . عبد الله، صديق، نبي، رسول، ابن  يعقوب ، الكريم بن  الكريم  بن  الكريم  بن  الكريم الولادة غير معروف بِلادُ كَنْعان الوفاة غير معروف بِلادُ مِصر مبجل(ة) في الإسلام ،  المسيحية ،  اليهودية النسب يُوسُفُ بنُ  يَعْقُوبَ  بنِ  إسْحاقَ  بنِ  إبْراهِيمَ  (حسب  القُرآن ). يُعتبر يوسف بن يعقوب من أكثر الشخصيات المشهورة في القرآن  والتوراة ، اشتهر بالمقدرة على  تأويل الأحلام ، وكان شديد الجمال، فقد ورد في  صحيح مسلم  أن يوسف أوتي شطر الحُسن. [ 1 ]  وهو من عائلة شرفها الله بالنبوة لذا وصفه  النبي محمد  ب...

قصة ابراهيم عليه السلام

  قد أثبت الله نبوته ورسالته في مواطن عديدة من الكتاب العزيز، وشهد له بأنه  كان أمة قانتاً لله حنيفاً. قال تعالى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً  قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُنْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * شَاكِرًا  لأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ *  وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنْ  الصَّالِحِينَ} [النحل: 120 - 122].    نسب إبراهيم: ذكر المؤرخون نسبه واصلاً إلى سام بن نوح عليه السلام، ونوح - في سلسلة نسب  إبراهيم- هو الأب الثاني عشر. وقد أسقط بعض النسابين من آبائه في سلسلة  النسب (قينان)، بسبب أنه كان ساحراً. فهو على ما يذكرون: إبراهيم  "أبرام" (عليه السلام) بن تارح "وهو آزر كما ورد في القرآن الكريم" بن  ناحور بن ساروغ "سروج" بن رعو بن فالغ "فالج" بن عابر بن شالح بن قينان -  الذي يسقطونه من النسب لأنه كان ساحراً - بن أرفكشاذ "أرفخشذ" بن سام بن  نوح (عليه السلام). والله أعلم.    حياة إبراهيم عليه السلام في فقرات: 1- موجز حياته عند أ...

قصص وعبر عن الفزيائي

  من الحكم التى يرددها العامة من حين لاخر هو انه من الذكاء احيانا ان تكون غبيا وتطبق فمك فان كثرة الكلام توقع صاحبها في المهالك وقصتنا اليوم عن ثلاثة اشخاص حكم عليهم بالاعدام ظلما وهم : محامى - رجل دين - عالم فزيائي .وعندما حان الوقت لإعدام ثلاثتهم بداؤ برجل الدين وسالوه ان كان يريد ان يقول كلمة قبل ان يودع الدنيا قال يعلم الله انى برئ وانى اثق في عدالته ولما همو بقطع رقبته بالمقصلة فاذا بالمقصلة تقف قبل ان تنزل على راس رجل الدين - فارجعوه للوارء وقالو لقد قال الله كلمته لن تعدم وجاء دور المحامى فقالو له قل كلمة اخيرة قبل ان تموت فقال انا لا اعرف الله حق معرفتة كما رجل الدين ولكنى اثق في العدالة وهمو بقطع رقبتة ولكن ايضا وقفت المقصلة قبل ان تنزل على رقبتة وابت قطعها فقالو لقد قال الله كلمتة في المحامى وحينما جاء دور الفيزيائي قالو له ان اردت ان تقول كلمة اخيرة فلتقلها قال لهم انا لا اعرف الله مثل رجل الدين ولا اعرف العدالة مثل المحامى ولكنى اعرف ان هناك عقدة في المفصلة هى ما تمنعها من النزول وعندما فحصو المقصلة وجدو انه بالفعل توجد عقدة هى ما تمنه المقصلة من ان تقوم بعملها فحلو الع...