🕯️ البيت رقم 9 🕯️
في أحد أحياء القاهرة القديمة، كان هناك بيت قديم مهجور يحمل الرقم 9. الجميع في الحي كان يتجنّبه، لا أحد يمر أمامه ليلًا، ولا أحد يجرؤ على الاقتراب من بابه الخشبي المتهالك.
ليلى، صحفية شابة تعمل في جريدة إلكترونية، سمعت عن البيت من أحد سكان الحي أثناء إعدادها تقريرًا عن المباني المهجورة. قررت أن تزوره بنفسها لتكتب عنه قصة مثيرة، رغم تحذيرات السكان.
وصلت ليلى عند الغروب، والهواء ساكن بشكل غريب. دفعت الباب فصدر صوت صرير طويل، وكأن البيت يتنفس من جديد بعد سنوات من الصمت.
دخلت ومعها كشاف صغير وكاميرا. البيت كان مظلمًا ومغبرًا، والهواء فيه بارد على نحو غير طبيعي. أخذت تمشي ببطء، وكلما خطت خطوة شعرت وكأن الأرض تئن تحتها.
فجأة، سمعت ضحكة خفيفة من الطابق العلوي. ضحكة طفل.
توقفت. قلبها بدأ ينبض بعنف. لكنها حاولت أن تكون عقلانية.
> "يمكن صوت من الشارع… أو خيال"، قالت لنفسها.
لكن الضحكة تكررت. هذه المرة كانت أقرب.
صعدت السلم بخطى مترددة، حتى وصلت إلى غرفة في نهاية الممر. الباب مفتوح نصفه… ومن الداخل، ضوء خافت يتحرك.
دخلت الغرفة ووجدت صندوق ألعاب قديم، والغريب أن إحدى الدمى كانت تتحرك وحدها.
اقتربت بحذر، وعندما مدت يدها لتمسكها، انطفأ الكشاف فجأة.
حلّ الظلام.
ثم سمعت صوت همسة عند أذنها:
> "رجّعتي لي لعبتي… تعالي نلعب سوا… للأبد!"
صرخت ليلى، وحاولت الجري، لكن الباب أغلق بقوة من تلقاء نفسه. وكل شيء حولها بدأ يدور.
في اليوم التالي، وجد السكان باب البيت رقم 9 مفتوحًا على مصراعيه. دخلت الشرطة بناءً على بلاغ، لكن لم يجدوا أحدًا… فقط كاميرا مرمية على الأرض.
وعندما فتحوا الصور، كانت آخر لقطة… صورة ليلى وهي تبتسم، لكن عيناها كانتا سوداوتين تمامًا.
تعليقات
إرسال تعليق