كانت هناك أسرة تعيش في إحدى المُدن وكان لدى هذه العائلة فتى عاقل وذكي وطيب القلب يُدعى باسم، وكان باسم يحب أن يذهب يوم الجمعة إلى قرية مجاورة لمدينته، ليستمتع بجمال الطبيعة في هذه القرية، ويستنشق الهواء النقي.
وفي أحد الأيام رأى باسم رجلاً ضخماً ذا عضلات كبيرة جالساً مستظلاً تحت شجرةٍ، وتبدو الهموم على وجهه، فاقترب باسم منه وسأله عن سبب حزنه، فأجاب الرجل الضخم قائلاً: "أنا رجل أعمل في حمل الأمتعة والأشياء، وقد أمرني الرجل الذي أعمل معه بحمل كمية كبيرة من القمح، لأنقلها من الجرن إلى الطاحونة قبل أن تغيب الشمس، ولكنني أشعر بالحزن لأنني أفكر كيف يمكن لي أن أحمل هذه الكمية الكبيرة من القمح وأنقلها إلى الطاحونة قبل غروب الشمس!".
وأشفق باسم على هذا الرجل، وقرر أن يساعده وأخبر الرجل بذلك، إلا أن الرجل ضحك بسخرية من باسم وقال له: "كيف يمكنك أن تساعدني وأنت فتى صغير؟"، ثم قام الرجل من تحت ظل الشجرة، وأحضر سلتين كبيرتين، ثم ملأ السلة الأولى بالحجارة والثانية بالقمح، وحملهما على كتفيه بواسطة عصىا كبيرة.
وسار الرجل من الجرن إلى الطاحونة، فأثار الأمر استغراب باسم وتساءل عن سبب وضع الحجارة في سلة والقمح في سلة أخرى؟ فأجاب الرجل: "حتى أوازن القمح! فضحك باسم وقال للرجل: "عليك أن تملأ السلتين بالقمح حتى تتوازن السلتان، وحتى تنجز أعمالك في وقت أقصر"، فابتسم الرجل الضخم وشكر باسم على هذه النصيحة الثمينة، وبهذه الفكرة استطاع الرجل أن ينقل القمح بأكمله قبل أن تغرب الشمس.
تعليقات
إرسال تعليق