قصة اللص والعجوز

                   

 اللص والعجوز، حكاية عالمية من غرب أفريقيا

في مدينة كبيرة عاش رجل غني جداً؛ سرعان ما انتشر صيت ثروته في جميع انحاء البلد، وصل الأمر إلى مسامع لص ذكي فقرر أن يأخذ بعضاً من ثروته، وفي يوم عندما كان الغني يعد النقود التي كانت في الأكياس نجح اللص في إخفاء نفسه في زاوية مظلمة من غرفته، وعندما خرج الغني من الغرفة لإحضار شيء ما؛ حمل اللص اثنين من الأكياس وهرب بسرعة.

عاد الغني إلى الغرفة بعد دقائق قليلة؛ فذهل حين اكتشف أن الأكياس قد نقصت اثنين ولم يجد أي أثر للسارق، لكنه التقى اللص في اليوم التالي مصادفة خارج المنزل، شعر اللص بالارتباك مما جعل الغني يشتبه فيه لكنه لم يستطيع ان يثبت امر السرقة لذا قرر عرض المسألة على القاضي.

شعر اللص بالقلق لذا قرر ان يأخذ نصيحة رجل حكيم في القرية، تعهد الرجل الحكيم بمساعدته بشرط أن يأخذ نصف المال الذي سرقه حين ينجو من العقاب، وافق اللص على هذا العرض، فنصحه الرجل بأن يعود إلى البيت ويرتدي ثياباً ممزقة وأن ينكش شعر رأسه ولحيته وعليه أيضاً أن يتصرف تماماً كما لو كان مجنوناً، وفي يوم المحاكمة عندما يسأله القاضي أي سؤال ما عليه سوى ان يقول مو!

أخذ اللص بنصيحة الرجل وعلى كل سؤال كان يجيب (مو.. مو) إلى أن غضب القاضي وفض الجلسة، فعاد اللص إلى منزله فرحاً للغاية، وفي اليوم التالي جاء إليه الحكيم وقال له هيا أوفي بوعدك لي واعطيني حصتي من المال المسروق فرد اللص قائلاً (مو.. مو) وعندما كان الرجل يسأله أي سؤال يقول اللص مو، في النهاية اصابه اليأس وعاد الرجل إلى منزله دون ان يأخذ من اللص اي شيء.

وبهذه الطريقة احتفظ اللص الجاحد بكل شيء لنفسه أما الرجل الحكيم فقد حزن كثيراً لأنه أنقذ اللص من العقاب العادل.